قصة خيالية اسردها لكم
يحكى انه في احدى المدن من قديم الزمان والمكان
ان هناك رجل يسقي الماء ويحب الزهور وكانت تلك المدينة تعج بالزهور
وهو يناظر إليها تارةً يمنةً وتارةً يسرةً كلما مشى في شوارع تلك المدينة
وتارةً يقف ويتأمل جمال تلك الزهور التي سلبت ناظره
وفي ليلة من الليالي كانت تلك الليلة مظلمة وعتمة
رأى شيء بدا اليه كنجمة وسط السماء او كشمعة في الظلام
بل كقمر في ليلة بدر
وبدأ يرى ملامح وجهها و ثغر بسمها وهي تقترب
وحمرة شفاها
وفجأةً جفلت منه وتوارت عنه
وهو واقف قد تصلبت دمائه وسط عروقة
وكاد لا يقوى على الحراك
وبعدها جلس وتأمل ما رأى اهي من البشر ام ماذا
وإذا به في اليوم التالي يمشي في شوارع تلك المدينة من غير ماء
ويغني قائلاً
ليس الزهر منبتهُ ولا الثرى غذائهُ
بل حور عين سلبتهُ
فقد المسكين صوابه وذاع صيته في المدينة
متيم ولهان بمن لا يعرف
ان شبيه رجل خرف
الى ان وصل خبره الى تلك الفتاة
وهي قد شغفت بحب خليلٍ لها
وصاحبنا معروف لدى البلدة فعرفت ما فعلت به
وتذكرت تلك الليلة وهي في موعد غرام مع خليلها
ورأت رجلا ضنت انه هو وتبسمت له
وحين بان لها عرفته
فصدت عنه وشردت منه خوف
ان ينشر خبرها في المدينة
ولا زال صاحبنا في رنت نغمته اللتي لا تفارق لسانه
واصبح وكأنه لا يطيق الزهور ولا يحب الورود
يبغي نظرةً من المحبوب
او نسمة تهب فيها ريح عطرها السلوب
وبدأت حالته تسوء وجسمه ينحل
ولا يكاد يأكل
وبلغ من الجنون مبلغه
وخبره يصل تلك الفتاة وبدأت تشفق عليه
ولاكن ما عساها ان تفعل
قلبها معلق بحبيبها ولا يطيق غيره
وباتت في حيرة من أمرها ماذا تفعل
كيف تنقذ حيات صاحبنا
وخطرت في بالها فكرة
تنقذ فيها حيات الرجل
ارسلت اليه باقة من الزهور مع خادمتها
وذهبت اليه الخادمة خلسة ومتلثمة لكي لا يراها احد اويعرفها
وعندما اقترب شم ريح عطرها وحس بالخادمة
وقال تلك ريح من سلب لب عقلي
واعطته الزهور وقالت له هذه من سيدتي
وبدى وكأنه ابصر النور بعد ضلمة
وقام وقبل باقة الزهور
وضلة الفتاة ترسل له كل ليلة باقة من الزهور
وتعافا صاحبنا وبدأت صحته تعود اليه
وفي احدى الليالي ارسلت الخادمة من غير باقة ورد
واخبرتها ان تبلغه ان سيدتها قد توفيت
وذهب الخادمة كعادتها خلسة واخبرته بما قالت لها سيدتها
فصعق الرجل وفارق الحياة
جابت العيد فيه
___________________
مما كتبت اتمنى ان تحوز على رضاكم