أهمية دراسة السيرة النبوية ومعرفتها
لدراسة السيرة النبوية أهمية عظيمة في مسيرة الحياة البشرية. فإذا كان العظماء والقادة دائمًا يحرصون على كتابة مذكراتهم وسيرهم الذاتية حتى يتلمس الناس في تلك السيرة مواطن الاقتداء والاستفادة، إذا كان الأمر كذلك فإن سيرة النبي محمد هي أولى السير بالدراسة، وتكمن أهمية دراسة السيرة النبوية في النقاط الأساسية الآتية:
1- التثبت والتوثق من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن سيرته تعد رسمًا لطريقه التي سلكها، وقد أمرنا الله تعالى باتباع هديه، فكان لا بد من توثيق وإثبات كل ما ينسب إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لأن ذلك أصل من أصول الدين. لذلك امتلأ القرآن الكريم بذكر سير الأنبياء السابقين
2- معرفة تفاصيل سيرته صلى الله عليه وسلم حتى يمكن الاقتداء به في جميع شئون الحياة، حيث كانت سيرته تطبيقًا عمليًا لأحكام الإسلام وشريعته، حتى لا يظن ظان أن هذه الأحكام غير قابلة للتطبيق
3- أن تختلف تلك المصادر على شيء ذي بال، إلا في أمور يسيرة تحتمل التأويل بيسر، إن تقديم السيرة النبوية الموثقة بأسانيدها المتصلة إلى مصادرها الأصلية المتضافرة، والتي تبين كل ما يتعلق بحياته صلى الله عليه وسلم بجميع تفاصيلها سواء كان في شئونه الخاصة أو العامة، مهما بلغت تلك التفاصيل من خصوصية، وسرد الحوادث التاريخية التي صاحبت تلك الحقبة مع وجود الآثار المادية التي تؤكد البحوث العلمية صحتها ومطابقتها للمذكور في الحوادث التاريخية كل ذلك يدعم صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه مهما بلغ المرء من عظمة، فإن من العسير أن تتوافر له الظروف التي تمكن من متابعة جميع مسيرة حياته حتى من قبل ولادته إلى وفاته، فإذا تم ذلك لشخص، وتضافرت المصادر المتعددة على رصد وتسجيل مسيرة حياته، دون دل ذلك على أن هذا ليس أمرًا طبيعيًا بل هو أمر خارق للمعتاد مما يؤكد رعاية الله له تصديقًا لنبوته.
4- معرفة عظمة الإسلام وقوته، عندما ندرك أن هذا الدين قد أرسى قواعده وأحكامه، وقلب موازين القوى السياسية والاجتماعية والثقافية .